الجمعة 26، إبريل 2024
18º
منذ سنة

هل تُعالج الجلسات الضوئية مشاكل البشرة؟

هل تُعالج الجلسات الضوئية مشاكل البشرة؟
حجم الخط

شبكة وتر-انتشرت على مواقع التسوق منتجات تقنية "العلاج الضوئي" (LED therapy) الذي يستخدم فيه خبراء التجميل ضوء المصابيح الأحمر لتحفيز إنتاج الكولاجين، ومقاومة آثار التجاعيد، وعلاج الصلع الوراثي لدى الذكور والإناث، في حين يستخدمون الضوء الأزرق لعلاج حب الشباب.

يتوفر العلاج على هيئة قناع ضوئي منزلي، أو جلسات في العيادة، أو وحدة استحمام مضيئة، باستخدام تقنية اخترعتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA)، ووافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، حسب مزاعم المعلنين، لذلك حاولنا التأكد مما إذا كان العلاج الضوئي نجما في سماء التجميل، أم زيت ثعبان جديدا.

هل اخترعته وكالة ناسا؟

لم يخترع علماء وكالة ناسا تقنية العلاج الضوئي، لكنهم اكتشفوا ذلك عن طريق الصدفة، ولم يتوصل مكتشفوها إلى سبب فعاليتها بعد.

ونشرت وكالة الفضاء العام الماضي تقريرا على موقعها الرسمي لإزالة الغموض عن موقفها، بعدما دخل العلاج الضوئي حيز الاستخدام التجاري.

وسرد التقرير أبحاثا مولتها وكالة الفضاء الدولية، إذ بدأت الأبحاث أواخر الثمانينيات، عندما صمم المهندس رون إغناطيوس وحدة نمو البطاطس على مكوك في الفضاء، واستخدم مصابيح "ليد" (LED)، باللونين الأزرق والأحمر، لمحاكاة عملية التمثيل الضوئي.

وبعد أيام من العمل المستمر تحت ضوء المصابيح، لاحظ إغناطيوس سرعة التئام الجروح البسيطة على يديه، لذلك، رأت الوكالة في المصابيح حلا لمشكلة ضمور عضلات رواد الفضاء، وبطء التئام جروحهم في الفضاء.

ومولت الوكالة سلسلة أبحاث استمرت لنحو 8 سنوات، بالشراكة مع جامعات أميركية ومؤسسات عسكرية وشركة "كوانتم" (Quantum).

ونجح الباحثون في تصميم بنية متطورة لإنتاج إشعاع مكثف وموزع بالتساوي على أطوال موجية محددة من دون حرارة، واختبروا تلك الأشعة على عسكريين أميركيين، وخففت بدورها من آلام مفاصلهم وعضلاتهم بشكل مؤقت.

وتوقف البحث بعد وفاة إغناطيوس عام 2011، ومع ذلك، سوقت شركات للتقنية الجديدة -نظريا- غير أن شركة كوانتم وصفت الأجهزة المتاحة في السوق العالمية بأنها "مجرد مصابيح"، وتختلف عن جهاز ناسا المطور بنسبة 99%.

القناع الضوئي المنزلي

روى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) قصة فشل أحد أشهر أقنعة العلاج الضوئي، إذ أعلنت شركة "نيتروجينا" (Neutrogena) -وهي واحدة من كبرى شركات التجميل المتحمسة للاكتشاف الجديد- عن إنتاجها أرخص قناع للعلاج بالضوء عام 2014، ووعدت بأن يقتل القناع بكتيريا حب الشباب، ويحارب التهاب البشرة.

كلف القناع ما بين 30 و40 دولارا، وشارك مشاهير في حملته الإعلانية، وحاز المنتج جائزة أفضل منتج تجميلي عام 2017 من مجلات عالمية.

لكن لم يكمل القناع عامين، حتى قررت الشركة سحبه من الأسواق، واعترفت -في بيانها- بأن "هناك تقارير عن إصابات في العين، مصحوبة بمناقشات علمية متزايدة حول سلامة الضوء الأزرق".

لم تحدد الشركة عدد حالات الإصابة وحدّتها، وظل السبب غامضا إلى أن أصدرت وزارة الصحة الأسترالية تقريرا أفاد بأن مجموعة من الأشخاص المصابين باضطرابات في العين قد يضرهم استخدام القناع الضوئي، وقد يصيب شبكية العين بضرر لا يمكن علاجه، بنسب متفاوتة، كما يمكن أن تضعف رؤيتهم أو يفقدونها.

وأضاف التقرير أن الأعراض الجانبية للقناع لدى الأشخاص الأصحاء قد تشمل ألم العين، وحكة في العين، وتهيج العين، وتمزق غشاء العين، والعمى، وتشوش الرؤية، ورؤية بقع، ورؤية الألوان بشكل مختلف.

لذلك، نصح التقرير المستهلكين جميعا بالتوقف عن استخدام القناع، سواء كانوا يعانون مرضا في العين أو لا.

ولم تعلن شركة نيتروجينا تقارير بشأن المصابين، ولم تصدر إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقريرا بالحالات، رغم متابعتها قرار سحب المنتج.

هل يستحق التجربة؟

وضحت الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن العلاج الضوئي لا يفلح وحده في علاج البشرة، كما تختلف النتائج من شخص لآخر، ولا توجد طريقة لمعرفة من ستصبح بشرته نقية بعد العلاج، وتحتاج الحالات الناجحة إلى جلستين كل عام للحفاظ على النتائج.

وأكدت الأكاديمية أن أجهزة العلاج الضوئي المنزلية ضعيفة، وتتطلب استخداما طويلا ومنتظما لمدة 60 دقيقة مرتين يوميا، على مدار 5 أسابيع، وهو ما يجعلها خيارا سيئا، عند مقارنتها بعلاجات موضعية متوفرة ورخيصة.

ونقل تقرير الأكاديمية الآثار الجانبية الشائعة بعد العلاج الضوئي، وتشمل الألم المستمر، والحروق، والبثور، وتغير لون البشرة، والتندب، والحساسية من الشمس.

وفي تقرير نشره موقع جامعة "هارفارد"، نفى أساتذة طب الأمراض الجلدية في جامعة هارفارد، وجود أي دليل على فعالية مصابيح "ليد" في علاج مشاكل البشرة، عدا دراسات ضعيفة أظهرت نتائج واعدة في حالات معينة.

وحذر التقرير من الاطمئنان إلى نتائج العلاج الضوئي ذات المدى القصير، وإن كانت مبهرة، لأن إيجابيات وسلبيات استخدامه، على المدى الطويل لا تزال مجهولة، كما يجهل أطباء الجلدية سبب نجاح بعض الحالات وفشل أخرى.

ونبه إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية توافق على أجهزة العلاج الضوئي بعد التأكد من سلامة استخدامها -على المدى القصير- من قبل أشخاص أصحاء، لكن لا تعد موافقتها دليلا على فعالية الجهاز أو جودته.