الثلاثاء 19، مارس 2024
18º
منذ 4 سنوات

أُمّي التي..

أُمّي التي..
حجم الخط

شبكة وتر- بثينة حمدان

لها يومٌ، لها شهرٌ،

لها كُلُ ما لها،

لها شمسٌ وقمرٌ وسنةٌ ضوئية تسير بنا

في مراكب النجاة.

لا فقدان في حُضنها،

ولا عُتمة في ظِلِّها،

ولا شيءَ مثل قنديلها.

تأخذُنا إلى أحلامِنا

تسير بنا تحت النار وفوقها

لا نحترق.. لا نتألم!

نِسمَةٌ نَقيّةٌ تُحيطُنا

أمي.. الرحمة!

***

حالة (1)

أمي التي..

أمي التي بقيت رغم تيهه

ضحكت رغم حُزنِه،

وقفت رغم ضعفِه،

استمرت رغم جفافِه.

أمي التي أحبتنا أكثر

أغلقت الباب على حزنها

وأحكمته على سعادتها.

لنصرخ.. نركض.. نبكي.. نضحك

كما نريد!

إنها أمي ..

***

حالة (2)

أمي التي..

أمي التي ودّعته؛

ألقت بشعرها الطويل.. وهكذا كفنته،

مسحت وجهها بماء الورد.. واحتسبته

راحلاً وللأبد..

رحل قبل اكتمال أمسياتهما

قبل إلتئام همساتهما..

دون وداع.. دون إلتحام!

وقبل تعثر حُبٍ خجولٍ بوردة!

ودّعته.. وحملتنا

بِكِلتَا يديها.. المضيئتان.

أمي التي ودّعت البدايات الجميلة،

ثورةَ الحب.

امرأةٌ في الثلاثين..

أمٌّ لثلاثة.. لأربعة.. لخمسة ورود!

أمي التي أحكمت الباب على سعادتها

أحكمته على أنوثتها..

وفتحت لنا الأبواب الموصَدَة

وفي الصباح

تقدم لنا وجبة دافئة..

***

حالة (3)

أمي

أمي التي .. ركضت بنا

صدراً تائها حالماً باسماً

تُمسكُ بنا

قابضة على الحياة بمعصمِها الرقيق.

أمي التي أحبت،

التي تحب!

ظَفِرَت بذات الروح

لنعيش!

أمي التي صارت

أُمّاً.. أَباً.. جدّاً وجدَّة،

أمي التي اختارت

أمي التي أمست؛