ومن الدول المنظمة حديثا إلى النادي الفضائي، التي قامت بإرسال مهمات إلى الفضاء، القمر والمريخ، أو تلك التي تضع خططا وبرامج فضائية الصين واليابان والهند، في حين هناك بعض الدول لديها طموحات فضائية مثل الكوريتين وإيران، بينما ينتظر أن تعلن دول أخرى عن برامج فضائية خاصة بها، مثل تركيا والبرازيل والأرجنتين. وتسعى الدول الفضائية الناشئة إلى وضع برامج خاصة لمهمات فضائية علمية، بهدف تحسين وتطوير إدراكها وفهمها لعلوم الفضاء والكواكب. ويبدو أن الدول، في سعيها للوصول إلى الفضاء، تحاول ترسيخ ميزة جديدة تصبغ بها القرن الحادي والعشرين، كما أن الوصول إلى الفضاء سيكون ضروريا لها في سعيها لتحقيق أهداف عسكرية واقتصادية، إلى جانب الأهداف العلمية، وذلك من دون الاعتماد على شركاء لمساعدتها في مهام الإطلاق الصاروخي الفضائي. وفي العقود المقبلة، سيكون الوصول إلى الفضاء والسيطرة عليه "أحد المفاهيم المهمة للغاية" للشؤون الداخلية للدول، خصوصا بعد أن أصبح الفضاء تنافسيا للغاية. سباق الفضاء الجديد على أي حال، سيكون سباق الفضاء المقبل مختلفا تماما عن ذلك السباق الذي انطلق إبان الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأميركية، وسيتخذ شكلا آخر، خصوصا أن السباق القديم استند إلى المخاوف القومية، وبني على أساس استراتيجي محوره المصالح العسكرية للدولتين المتنافستين، اللتين مولتا السباق، الذي كانت له منافع جانبية في المجال الاقتصادي. خلال الحرب الباردة، وبينما كانت الولايات المتحدة تساعد الدول الأوروبية الغربية اقتصاديا بهدف الوقوف في وجه المد الشيوعي، اكتشفت واشنطن أنه لن يكفيها ذلك في مواجهة الكتلة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، خصوصا على الصعيدين العسكري والاستراتيجي. ولجأت واشنطن إثر ذلك، وتحديدا في العام 1965، إلى اتخاذ قرار بحظر مساعدة الدول الأجنبية على تطوير قدرات خاصة بها فيما يخص الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات، وهو ما حدث فعلا عام 1967، عندما رفضت إطلاق قمر صناعي أوروبي قامت بتطويره فرنسا وألمانيا.