الأربعاء 23، يوليو 2025
36º
منذ 8 سنوات

اوباما في تشييع بيرس: "فهم انه من اجل الدفاع عن اسرائيل يجب ان تكون للفلسطينيين دولتهم"

اوباما في تشييع بيرس:
حجم الخط
شبكة وتر-بعد اسبوعين من اصابته بجلطة دماغية. وجرت المراسم في مقبرة عظماء الأمة على جبل هرتسل، وانتهت بدفن بيرس بين قبري يتسحاق رابين ويتسحاق شمير.

·        وشارك في مراسم التشييع عشرات رؤساء الدول ووزراء الخارجية وممثلين كبار لحكومات العالم، بينهم الرئيس الامريكي براك اوباما، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والامير البريطاني تشارلز، اضافة الى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيسة المحكمة العليا مريام نؤور، ورئيس الكنيست وعشرات الوزراء والنواب، ورجال الدين من اليهود والعرب. ولم يحضر من النواب العرب في الكنيست الا زهير بهلول، من المعسكر الصهيوني، وعيساوي فريج من "ميرتس"، بينما امتنعت القائمة المشتركة عن ارسال أي ممثل عنها، بسبب"المعارضة في الوسط العربي للمشاركة في جنازة رجل أمن الاحتلال" على حد تعبير رئيس القائمة النائب أيمن عودة.

·        وانطلقت مراسم تشييع شمعون بيرس من الكنيست في حوالي الساعة التاسعة صباحا، باتجاه مقبرة "عظماء الأمة" على جبل هرتسل. وقبل عدة دقائق من مراسم التشييع اصطدم رئيس الحكومة نتنياهو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عند المدخل، وجرى لقاء عابر بينهما استغرق 50 ثانية فقط، تبادلا خلاله المصافحة وعدة كلمات تشريف.

·        وقال عباس لنتنياهو: "لم نلتق منذ زمن بعيد"، فرد نتنياهو: "اقدر جدا حضورك للجنازة". وقد تم تخصيص مقعد لعباس في الصف الأول من المشيعين، الذي خصص لرؤساء الدول ولأبناء عائلة بيرس والشخصيات الرئيسية في الدولة. وحسب مصادر مطلعة فقد تخبط المنظمون في البداية بشأن المكان الذي سيجلس فيه عباس لأن جلوسه في الصف الاول يعني الاعتراف به كرئيس دولة. لكنه تقرر في النهاية عدم التسبب بحادث دبلوماسي، فجلس عباس في الصف الاول على مسافة غير بعيدة عن ابناء عائلة شمعون بيرس الذين وجهوا اليه دعوة رسمية للمشاركة في الجنازة.

·        لكن كل الخطباء الاسرائيليين في المراسم تجاهلوا تماما حضور عباس. وبرز بشكل خاص تجاهل نتنياهو المخجل. وفي بداية كلمته حرص على التذكير ببعض الحضور لكنه لم يجد مكانا لقول ولو كلمة جيدة واحدة للرئيس الفلسطيني الذي تحدى الانتقادات الداخلية الصعبة التي شملت كل المعسكرات الفلسطينية واظهر انسانية وشجاعة ووصل الى الجنازة. كما تجاهل كل الخطباء الاسرائيليين ميراث بيرس الرئيسي خلال الربع قرن الاخير – اتفاقيات اوسلو. وكان الوحيد الذي اشار اليها الأديب عاموس عوز.

·        وكان أول المتحدثين في مراسم التشييع، رئيس الدولة رؤوبين ريفلين قائلا: "اتحدث اليك للمرة الأخيرة شمعون، 'كرئيس الى رئيس' كما اعتدت القول في كل مرة اتصلت فيها لدعمي او لتقديم نصيحة جيدة. اتحدث اليك وعيوننا تبحث عنك، اخانا المحبوب، اخانا الكبير، ولكنك لست هنا، فانت تلحق اليوم بآبائك في الأرض التي احببتها كثيرا، لكن احلامك تبقى ولا تدفن معك. كنت رجلا واحدا حمل امة كاملة على جناحي الخيال، على جناحي الرؤية".

·        وقال ريفلين: "بالنسبة لنا لم تكن دولة اسرائيل ابدا، مسألة مفهومة ضمنا، ولكن كثيرا بفضلك شمعون، ومن اجل اولادنا وبناتنا، ومن اجل اصدقاءنا، وكذلك من اجل خصومنا، دولة اسرائيل هي حقيقة قائمة لا جدال فيها." واضاف ريفلين: "المحبة العابرة للمعسكرات التي حظيت بها في شيخوختك من مكملي دربك ومن معارضيك، هي تعبير عن توقنا جميعا الى الاصابة بعدوى تفاؤلك الذي لا يعرف الحدود. حتى عندما لم نتفق معك رغبنا التصديق بأنك محق. رفض تفاؤلك، واحيانا براءتك، كان عقابا قاسيا. من مثلك يعرف حجم ثقل ثمن البراءة، ولكن، من مثلك آمن بأن الأثقل منه هو ثمن الايمان المتوسط والصغير. سأعترف ولن اخجل، عشية رأس السنة على حافة قبرك في مقبرة عظماء الامة، بل يجب طلب الصفح منك، وسنطلب الصفح منك. كان يسمح لنا بالاختلاف معك، كان من واجب المعارضين الاعراب عن رأيهم، لكنه كانت سنوات تم فيها اجتياز الخطوط الحمراء بين الخلاف الايديولوجي والتصريحات والاعمال التي لا مكان لها".

·        ثم تحدث رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وتوجه الى قادة العالم قائلا: "جئتم لأداء التحية الاخيرة لشمعون بيرس، احد كبار قادة شعبنا، الزعيم الكبير في عالمنا، شمعون بيرس الرائع". واضاف: "لقد عاش شمعون حياة تعج بالأهداف، وترفّع من اجلها، انه رجل عملاق لإسرائيل والعالم. اسرائيل والعالم كله حزانى عليه، نحن نجد الأمل في ميراثه، كما يجده العالم".

·        وقال نتنياهو ان "بيرس لم يحظ فقط بمتوسط العمر المتوقع، وانما حظي أيضا بجوهر الحياة. لقد فعل أشياء عظيمة لضمان قوة الدفاع لأجيالنا القادمة وعليه تدين له الأجيال بالامتنان، وفي المقابل فعل كل ما بوسعه في كل لحظة من حياته لتحقيق السلام مع جيراننا".

·        وأضاف: "ليس سرا انني وشمعون كنا خصمين سياسيين، ولكننا اصبحنا اصدقاء على مر السنين، بل اصدقاء مقربين.... بيرس كان يعرف ان مسار التحليق يمر بحقل السياسة الصخري. ان ما سمح له بعمل ذلك – تلقي ضربات المجانيق والنهوض في كل مرة من جديد، هو تحمسه للعمل والرؤية".

·        وقال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في كلمته: "كنا اكثر من اصدقاء، شمعون كان شخصا يمكن الاصغاء له، التعلم منه والضحك معه. دائما كنت افاجئ بقدرته اللامتناهية على الحياة". وقال "ان بيرس اراد الخير لكل الأولاد، للأولاد الإسرائيليين ولأولاد الجيران ولأولاد العالم كله".

·        واضاف كلينتون "ان المعارضين له اخطأوا في ادعائهم بأنه ساذج. لقد عرف تماما ما الذي يفعله بتفاؤله الكبير. عرف تماما ما الذي يفعله مع احلامه. كان يمكنه تخيل كل الناس الذين يعيشون اليوم في العالم. لقد تخيل ما يمكن لنا جميعا عمله. لقد بدأ حياته طالبا وتحول الى اكبر معلم وحالم. عاش 93 عاما في حالة الدهشة المتواصلة من امكانياتنا التي لا تنضب. تعالى على غضبنا ومخاوفنا وكراهيتنا، والاستفادة القصوى من اليوم وتسخيرها لضمان الغد".

·        وقال رئيس الكنيست يولي ادلشتين ان بيرس حظي بأن يكون "احد مصممي وجه وصورة وحصانة اسرائيل" لكنه "قبل ان يتحول الى سياسي وزعيم كان انسانا، رجلا محبا ودافئا".

·        وفي كلمته قال الاديب العبري وصديق بيرس، عاموس عوز ان "هناك من يقولون ان السلام غير ممكن، لكن السلام ليس ممكنا فقط وانما حتمي، لأنه ليس لنا أي مكان آخر نذهب اليه، وكذلك لا يوجد للفلسطينيين أي مكان آخر يذهبون اليه. لا مفر من تقسيم هذا البيت الى منزلين وتحويلة الى بيت مشترك للعائلتين".

·        وتساءل عوز في كلمته: "اين هم القادة الشجعان ليقوموا ويحققوا هذه الأمور؟ اين هم مكملو درب شمعون بيرس".

·        والقى اولاد بيرس الثلاثة، كلمات تحدثوا فيها بشكل خاص عن ابيهم، واستذكروا جانبا من حياتهم معه.

·        واختتم الخطابات الرئيس الامريكي براك اوباما، وكان الوحيد الذي ذكر اسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بين الحضور، معتبرا ان حضوره "يذكرنا بأنه تبقى لنا عمل لم نكمله في كل ما يتعلق بتحقيق السلام". وكان على اوباما تذكير نتنياهو بأن عباس والفلسطينيين قائمين.

·        وقال ان بيرس اظهر بأن "العدالة والأمل يقومان في قلب الفكرة الصهيونية. الحياة الآمنة وحياة الحرية في الوطن التي حظيتم بها. هذه كانت حياة شمعون بيرس، هذه هي دولة اسرائيل. هذا هو تاريخ الشعب اليهودي في القرن الأخير".

·        واضاف ان "بيرس كان يملك القدرة على اعتبار كل الناس يستحقون الكرامة، وعلى رؤية العالم ليس فقط كما هو، وانتما كما يجب. شمعون بلور تاريخ اسرائيل". "سيتذكر الجيل الشاب شمعون بيرس كما يبدو بفضل عملية السلام التي لم تحقق اهدافها بعد. لقد ادعى المنتقدون من اليسار انه لم يعترف بفشل سياسته، وادعى المنتقدون من اليمين انه ساذج ولا يرى شر العالم. لكن بيرس لم يكن ساذجا. لقد فهم في المنطقة المشبعة بالحروب كم يصعب تحقيق السلام. فهم بأنه يمكن تحقيق الأمن الحقيقي بواسطة السلام مع الجيران".

·        واقتبس اوباما عن بيرس قوله "الشعب اليهودي لم يولد لكي يسيطر على شعب آخر. منذ اليوم الأول نحن ضد الأسياد والخدم." واضاف: "لقد وجد بيرس في قلبه مكانا ايضا للآخرين الذين يعانون. كره الآراء المسبقة بصفته يعرف شعور ان تكون يدا للآراء المسبقة. لقد اصر على اننا كبشر يجب ان نرى في الفلسطينيين متساوين ومنحهم المساواة والسيادة الذاتية. بسبب مشاعره العادلة، وتحليله للوضع الامني لإسرائيل،فهم انه من اجل الدفاع عن اسرائيل يجب ان تكون للفلسطينيين دولتهم".

·        ولخص اوباما قائلا: "شمعون لم يكن ساخرا ابدا. انه ايمانه، تفاؤله، ايمانه بأن الغد سيكون افضل، وهذا لا يجعلنا نحترم بيرس فقط وانما نحبه". واختتم اوباما خطابه باللغة العبرية قائلا: "شمعون، شكرا لك، صديقي العزيز".