منذ 9 سنوات
“توائم التوجيهي” يصنعن الفرح بنجاحهن الثلاثي

حجم الخط
شبكة وتر- (بقلم : هدف العف)تشابهت معدلاتهن بفارق أعشار كما تشابهت وجوههن منذ لحظة الميلاد بتاريخٍ واحد، ودائمًا ما تكون لحظات النجاح بهيّة، لكن أن يكون هذه المرة مضاعفًا ثلاثة فهذا عنوان الجمال.
ثلاثة توائم في طولكرم “إسراء وآلاء وضحى” أسامة عثمان، طالبات تفوقن في الثانوية العامة وتشابهت معدلاتهن، حيث حصلت “ضٌحى على 94.8 وإسراء 95.1 وألاء 96.8” وهو ما جعلهن يفتخرن بكونهن توأم ومتفوق أيضًا.
“لها وقع خاص” هكذا اعتبر إحدى الفتيات التوأم ما حدث معهن من تسلسل في نتيجة الثانوية العامة، مضيفة أن هذه الأرقام الثلاثة أضفت جوًا خاصًا على أسرتها وعلى مدن الضفة كاملةً وفلسطين”
إسراء إحدى الطالبات التوأم التي اختلفت قليلًا عن شقيقاتها الأخريات بدراستها للقسم الصناعي، قالت إنه بالرغم من اختلاف القسم إلا أن هناك مواد مشتركة، إضافة إلى تفاصيل موحدة أجمعوا عليها رغم اختلافهن، مضيفة” اعتدنا اللقاء بعد كل اختبار في مكانٍ واحد اتفقنا عليه لتباحث إجابات الاختبارات، إضافة إلى الذهاب والعودة معًا”
في المقابل فان “ضحى” التوأم الثاني اعتبرت أن افتراق توأماها عنها في قاعة التقديم لم يكن مريحًا وتمنيت لو أننا كنا معًا طوال الوقت حتى في تقديم الامتحانات مشيرة إلى أن ذلك كان ليبعث الراحة بشكل أكبر
آلاء التي كانت تُقدم الامتحانات في إحدى القاعات العلوية بإحدى المدارس لم تكن تراها ضحى بسرعة، لكن مكان اللقاء الثلاثي كان يجمعهن بكل الأحوال حتى لو تأخرت قليلًا، حيث اعتبرت أنه من الرائع جدًا وجود من يُماثلاها في نفس المنزل لأنّه يمكّن من المذاكرة معًا والمراجعة والسؤال، بصفاء نية وعقل، حيث لا خوف من خداع صديقة أو جارة.
وحول طموحهن الدراسي، فان إسراء ترغب في دراسة هندسة الحاسوب، بينما تتجه رغبة ضحى بدراسة طب الأسنان، وتتبقى آلاء التي لم تحسم أمرها بعد في اختيار الكلية المناسبة وهي ما ستدرسه حسب المعطيات، فهل يفرّق الطموح ما اجتمعت عليه الشقيقات الثلاث من تشابه طوال 18 عامًا؟
على الجانب الآخر، يقف والدهن الذي غمرته تهاني النجاح بفتياته اللاتي يرفعن الراس بحسب كل من رآهن، وبالرغم من توقعاتهم بنتائج أفضل من ذلك وعلاماتٍ أعلى نظرًا لتفوقهن بكل الأعوام السابقة، إلا أن الرضا بنجاحهن كان مفرحًا أيضًا
لكن ما يثير خوف الأب الحنون، هو تفكيره المتواصل بمسئولياته تجاه تعليمهن، ففتياته الثلاث قد سبقهن ثلاثة آخرين يدرسون في الجامعات الفلسطينية حاليًا، ليصبح عثمان والدًا لستة طلبة جامعيين يتكبد نفقة دراستهم من رسوم ومصاريف، ستبدأ خلال شهور قليلة.
وأفاد عثمان أنه لا يمكن أن يغفل عن رغبة أي منهن في استكمال دراستها الجامعية التي تحب، برغم صعوبة القدرة على التكفل بكل النفقات المحتملة، ما لم يحصلن على منحٍ ولو جزئية تخفف عبئًا عن والدهن.
وأضاف في حديثه لـ قُدس الإخبارية، “لدينا تحديات في دراسة فتياتي تتمثل في اختيار التخصص والجامعة المناسبة، فاختيار الهندسة والطب يعني أنهن مضطرات للدراسة في الجامعة الأمريكية بجنين أو بجامعة أبو ديس بالقدس وبكلا الحالتين فإنهن بعيدات عن مكان السكن إضافة إلى ارتفاع تكاليف الدراسة.
ودعا والدهن الحاصل على شهادة هندسة الحاسوب لكنه يعمل كسائق أجرة، وزارة التربية والتعليم إلى مساعدته في هذا العبء المادي وهو لا يطلب مساعدة من العامة إنما يطالب الجهات والمؤسسات الحكومية بتقدير المتفوقين، لافتًا إلى أن التعليم يعتبر مقدسًا في عائلتهم ولا يمكن اغفال رغبة الفتيات بالدراسة وتضييع مجهودهم وتعبهم وتحصيلهن الدراسي.
المصدر:
شبكة فدس الاخبارية