جوجل تكشف عاداتك الشرائية لشركات الإعلانات

وتسمح التكنولوجيا لشركة جوجل بتحديد عدد عمليات الشراء التي جرت نتيجة الدعاية الرقمية، لكنَّ إعلان جوجل الأخير أثار مجدداً الشكاوى القديمة بشأن الخصوصية، حول كيفية استخدام الشركة للمعلومات الشخصية، حسب صحيفة واشنطن بوست.
وتحلل جوجل بالفعل بحث المستخدمين على الإنترنت، وتاريخ البحث، والموقع الجغرافي، مستخدمةً البيانات من تطبيقاتها مثل يوتيوب، والبريد الإلكتروني، وخرائط جوجل، وجوجل بلاي ستور (موقع تنزيل التطبيقات الخاصة بجوجل) لتشغيل آلتها الهائلة لصناعة الإعلانات التي تُقدَّر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات.
وتربط كل تلك المعلومات بالهويات الحقيقية للمستخدمين عندما يلجون إلى خدمات جوجل.
وتسمح بيانات بطاقات الائتمان الجديدة، حسب الصحيفة، لعملاق التكنولوجيا جوجل بربط هذه العمليات الرقمية بسجلاتٍ لعمليات شراء في العالم الحقيقي بطريقةٍ أكثر شمولية مما كان ممكناً من قبل. لكن بفعلها ذلك، تتاجر جوجل مجدداً في منطقة قد يعتبرها المستهلكون خاصةً جداً، وربما تكون حساسة.
وقال دعاة الخصوصية إن عدداً قليلاً من الأشخاص يُدركون أنَّ عمليات الشراء خاصتهم يجري تحليلها بهذه الطريقة، وقد يشعرون بعدم الراحة، على الرغم من تأكيدات جوجل أنها اتخذت خطواتٍ لحماية المعلومات الشخصية لمستخدميها.
جوجل امتنعت عن التوضيح
وامتنعت جوجل عن توضيح كيفية عمل النظام الجديد أو أي الشركات التي تُحلل سجلات بطاقات الائتمان بالنيابة عنها.
وقالت جوجل، التي حققت العام الماضي أرباحاً بلغت 79 مليون دولار، إنَّها لن تتعامل مباشرة مع السجلات، وإنَّ شركاءها من الشركات، التي لم يُعلَن عن هويتها، يمكنهم الوصول إلى 70% من معاملات بطاقات الائتمان والخصم في الولايات المتحدة.
وقال مارك روتنبرغ المدير التنفيذي لمركز خصوصية المعلومات الإلكترونية: "الأمر المذهل حقاً بالنسبة لي هو أنَّه كلما أصبحت الشركات أكثر تطفلاً فيما يتعلق بجمع بياناتها، أصبحت أكثر تكتماً".
وحث روتينبرغ المُشرِّعين الحكوميين والكونغرس على طلب الإجابات حول آلية جمع بيانات المستخدمين من قبل جوجل وشركات التكنولوجيا وكيفية استخدامها.
وقالت جوجل في بيانٍ لها إنها حاولت جاهدةً حماية خصوصية المستخدم، مضيفةً أنَّه "في حين أنَّنا طورنا مفهوم هذا المنتج قبل عدة أعوام، إلا أنَّ تطوير حل يفي بمتطلبات الخصوصية الصارمة للمستخدم تطلب أعواماً من الجهد. ولتحقيق هذا طورنا تكنولوجيا تشفير خاصة، تضمن أن بيانات المستخدمين ستظل سرية وآمنة ومجهولة".
جاء إعلان جوجل في الوقت الذي تحاول فيه الشركة مواجهة احتجاجات بعض مستخدمي خدمة الإعلانات على كيفية إنفاق الدولارات التي يدفعونها نظير الإعلان مع الشركة.
وتعمل جوجل لتجاوز أزمة مقاطعة الإعلان على موقع الفيديو الخاص بها Youtube، بعد تقاريرَ إخبارية أفادت بأنَّ إعلانات العلامات التجارية المعروفة تظهر جنباً إلى جنب مع فيديوهاتٍ تحمل محتوىً متطرفاً، بما في ذلك مواقع تحتوي على خطاب يحض على الكراهية والعنف.
وتعمل جوجل منذ أعوام على استخراج بيانات المواقع من تطبيق خرائط جوجل، في محاولة لإثبات أنَّ المعرفة بأماكن تواجد الأشخاص بإمكانها "إغلاق الفجوة" بين العالمين الحقيقي والرقمي.
للحفاظ على خوصيتك افعل الآتي
ويقول خبراء في الخصوصية إنَّه يمكن للمستخدمين إغلاق خدمة تحديد موقعهم عبر خدمة خرائط جوجل، بضبط الإعدادات على هواتفهم الذكية، إلا أنَّ قليلاً منهم يفعل ذلك.
وسمحت هذه القدرة على تعقب المواقع لشركة جوجل بإرسال تقارير لتجار التجزئة لتخبرهم على سبيل المثال ما إذا كان الأشخاص الذين شاهدوا إعلاناً عن جزازة العشب زاروا أو مروا في وقتٍ لاحق بأحد متاجر شركة "هوم ديبو".
وتطور برنامج تعقب المواقع منذ إطلاقه أول مرة بمساعدة حفنة من تجار التجزئة، وشاركت في ذلك كذلك شركات هوم ديبو، وإكسبريس، ونيسان، وسيفورا.
وقال أميت جين، الرئيس التنفيذي لشركة بريدج، إنَّ "شركة جوجل، وفيسبوك كذلك، تؤمن بأنَّه في سبيل الحصول على المال من الإعلانات الرقمية من المعلنين الذين ما زالوا ينفقون في المقام الأول على التلفزيون، عليهم إثبات أنَّ الإعلان الرقمي يؤدي دوره"، مضيفاً أن "هذه الشركات عليها الاستثمار في معرفة هوية المستهلك عندما يكون هذا المتسوق عند آلة تسجيل المدفوعات النقدية".
ومنح إعلان يوم الثلاثاء لجوجل طريقاً واضحاً لفهم عمليات الشراء دون الاعتماد فقط على الموقع، وسمح للشركة بفهم النشاط الشرائي حتى عندما يغلق المستخدمون خاصية تتبع الموقع على هواتفهم الذكية.
ويقول المديرون التنفيذيون لجوجل، إنَّهم يستخدمون صيغاً حسابية معقدة من المتوقع حصولهم على براءة الاختراع عنها لحماية خصوصية المستهلكين عند مطابقتهم هوية أحد مستخدمي جوجل مع متسوقٍ يقوم بعملية شراء في متجرٍ تقليدي.
لكنَّ الشركة لن تُفصح عن كيفية حصول التجار على موافقات المستهلكين للوصول إلى معلومات بطاقاتهم الائتمانية. وقالت جوجل إنَّ الأمر يتطلب من شركائها استخدام البيانات الشخصية فقط، التي لديهم "الإذن" في استخدامها، لكنَّها لن تقول ما إذا كان هذا يعني أنَّ المستهلكين وافقوا على الأمر أم لا.
وكانت الشركات التي توفر هذه البيانات أهدافاً لمجرمي الإنترنت في الماضي. وكشف اختراقٌ لشركة إيكسبريان للبيانات عام 2015 المعلومات الشخصية لخمسة عشر مليون شخص.
كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في أبريل/نيسان الماضي، أنَّ موقع Unroll.me الإلكتروني، والذي يقدم خدمة تنظيم البريد الإلكتروني للمستخدمين، يقوم ببيع بيانات مستخدميه لأطرافٍ ثالثة بعد حذف ما يتعلق بتفاصيل هوياتهم الشخصية.
الموقع يُحلل البيانات الخاصة بمعاملات شركة "ليفت" للنقل التشاركي الموجودة برسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمستخدمين، ومن ثمَّ يقوم ببيع تلك البيانات إلى شركة "أوبر" المنافسة، بحسب موقع Business Insider.