الاثنين 11، أغسطس 2025
25º
منذ 9 سنوات

"دير ياسين " مجزرة تأبى نسيانَها ذاكرةُ الفلسطينيين

حجم الخط
رادي واورينت-تحل اليوم السبت، الذكرى السنوية الثامنة والستين لمجزرة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات "أرجون" و"شتيرن" الصهيونية بحق أهالي القرية من المدنيين الفلسطينيين، فجر يوم 9 أبريل من عام 1948م. وبحسب تفاصيل المجزرة كما توثقها "الموسوعة الفلسطينية"؛ فقد شنت العصابات الصهيونية هجومًا على قرية دير ياسين قرب مدينة القدس المحتلة عند الساعة الثالثة فجرًا، لكن سكان القرية فاجؤوها بوابل من النيران فسقط منهم 4 قتلى و32 جريحًا، فطلب المقتحمون بعد ذلك المساعدة من قيادة "هاجاناه" الصهيونية. وعلى إثر ذلك، تمكّن المقتحمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز فقتلوا 350 من أطفال ونساء ورجال وشيوخ القرية، في جريمة إعدام جماعية بدم بارد، لا يزال يتذكر الفلسطينيون أحداثها عامًا بعد عام. وما يميز الذكرى الأليمة في هذا العام، أنها تأتي على وقع عمليات إعدام ميدانية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشبان والشابات الفلسطينيين في شوارع الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بزعم محاولاتهم تنفيذ عمليات طعن. ويستذكر اللاجئ نادر أبو ناصر من مخيم الجلزون قرب رام الله مقولة رئيس وزراء الاحتلال آنذاك "مناحيم بيغن" بعد مجزرة دير ياسين؛ بأنه لولا المجزرة "لما قامت دولة (إسرائيل)"، ويقول: "هذه هي الحقيقة، فدولة الاحتلال قامت على الإرهاب والمجازر وإزهاق الأرواح البريئة". لكنه يشدد على أن "كيانًا قام على الإرهاب والدم لن يكتب له الاستمرار؛ بل سيهزم ويندحر سريعا بعون الله". ويشير إلى تطور قدرات المقاومة الفلسطينية وما وصلت إليه من إمكانات تحضرها للتحرير، قائلًا "من كان يصدق أن الحجر يتطور إلى صاروخ يضرب قلب دولة الكيان". ويقارن المقدسي مصطفى صدقي بين مجزرة دير ياسين وما يحصل من إعدامات ميدانية للشبان على حواجز الضفة الغربية في هذه الأيام قائلا: "مجزرة دير ياسين كانت بشعة، ومجزرة إعدام شبان صغار السن حاليًا أيضًا بشعة؛ إلا أن شعبنا سيبقى صامدًا رغم العدوان عليه". ولا تفارق ذكرى مجزرة دير ياسين ذاكرة اللاجئ هادي سلايمة من مخيم بلاطة شرق نابلس حيث يقول: "المجزرة كانت مروعة؛ وهي للأسف تتكرر بشكل وآخر في هذه الأيام". ويشدد على أن "مجزرة دير ياسين هي ذكرى مؤلمة وحزينة وجريمة حرب لكنها لا يمكن أن تسقط بالتقادم مهما طال الزمان". وتابع: "المجازر تزيدنا ثباتًا على حق العودة والتحرر، فشهداؤنا في الجنة وقتلاهم (الإسرائيليين) في النار، وتزيد من دافعيّة الفلسطيني تجاه المطالبة بحقوقه المسلوبة". ويقول المواطن رمزي صوالحة من رام الله: "صور الإجرام والقتل بدم بارد في دير ياسين لا تنسى، فالمجزرة كانت رهيبة ومخيفة ولا تصدق، حيث استشهد المئات من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وبقرت بطون الحوامل بدم بارد من قبل عصابات الصهاينة وقتها، وعلى رأسهم الإرهابي مناحيم بيغن". ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكف منذ ذلك اليوم عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وآخرهم مشهد إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل الأسبوع قبل الماضي، في جريمة وثقتها كاميرا أحد المصورين. ويشير الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم إلى سلبية الواقع العربي وقت حدوث المجزرة، ويقول إن توقيتها "كان مدروسًا من قبل اليهود، فقد ساعدتهم المجزرة في تهجير الفلسطينيين بشكل متسارع نتيجة سلبية الإعلام العربي وقتها". ونوه قاسم إلى وقوع المجزرة بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين البسطاء الذين دفعوا ثمن حبهم لأرضهم أرواحهم الطاهرة ليموتوا شهداء".