منذ 9 سنوات
رحيل المناضل والكاتب والمفكر التقدمي صلاح عبد ربة من مخيم الدهيشة

حجم الخط
شبكة وتر-توفي صباح أمس المناضل القيادي والكاتب التقدمي، والأسير المحرر صلاح عبد ربة” أبو عصام “، من سكان مخيم الدهيشة إلى الجنوب من بيت لحم، وذلك اثر نوبة قلبية مفاجئة، عن عمر يناهز 67 عاما.
وكان عبد ربة من الرواد الأوائل في النضال ضد الاحتلال، حيث اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع مجموعة طليعية، اثر احتلال الضفة في عام 1967 بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، حيث مكث في المعتقل أربع سنوات، كما اعتقل أربع مرات بعد ذلك، كان أخرها اعتقاله إداريا في الانتفاضة الأولى.
وحصل عبد ربة على شهادة الدبلوم من معهد واد السير في عمان، وعلى درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة، وحصل على الماجستير من جامعة بير زيت، وكانت رسالته في نقد العلاقة بين وكالة الغوث ومجتمعات اللاجئين في الوطن والشتات. وقام بالتدريس في عدد من الجامعات الفلسطينية.
وللكاتب عبد ربة مجموعة المؤلفات والدراسات المتخصصة حول قضايا اللاجئين، أبرزها اللاجئون الفلسطينيون وحلم العودة ، والعودة إلى ارض البرتقال الحزين، ورسالة الماجستير النقدية حول العلاقة بين وكالة الغوث ومجتمعات اللاجئين في الوطن والشتات، وهو أيضا كاتب القصيدة المشهورة “يا نقب كوني إرادة”.
ويعتبر عبد ربة من ابرز نشطاء الدفاع عن حقوق اللاجئين، وهو ناشط مجتمعي، وشغل منصب مراقب ورئيس مركز شباب الدهيشة الاجتماعي، وكان رئيسا ومؤسسا لاتحاد عد الرياضي، والناطق الإعلامي لاتحاد مراكز الشباب الاجتماعية، وعضوا فاعلا في لجان الدفاع عن المخيمات الفلسطينية، ولجان ضد التوطين في الثمانينات في مواجهة مشروع بن فورات الصهيوني.
وشكل عبد ربة ذاكرة للجوء الفلسطيني، وهو صاحب فكرة عقد أول مؤتمر للاجئين الفلسطينيين في الضفة في ساحة سجن الفارعة في 9 / 12 / 1995، وواصل بعدها الدعوة لعقدها في مختلف المحافظات الفلسطينية في الضفة والقطاع، دفاعا عن حق العودة المقدس، وحقوق اللاجئين غير القابلة للتصرف.
وقد نعى الأمين العام للجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين احمد سعدات باسمه وكافة رفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر وعناصر وأنصار الجبهة الى الشعب الفلسطيني والامة العربية المناضل القيادي الراحل عبد ربه، و جاء في بيان النعي”فقدت الجبهة الشعبية وفلسطين وأحرار العالم قائدا ومفكرا وطنيا وقوميا وتقدميا كبيرا الذي انتمى إلى حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية منذ نعومة أظفاره، وكان رمزا من رموز العمل الوطني والجماهيري اذ تميز بكل صلابة وقناعة وإرادة بالعمل في صفوف الجماهير وملتصقا بهم التصاق الحياة بالمياه فغدا قائدا جماهيريا بامتياز يحظى بشعبية كافة فئات شعبنا، ولهذا فقد لاحقه الاحتلال الإسرائيلي مرارا وزج به في السجون عدة مرات بهدف النيل من صلابته التي لا تلين وجابه كل هذه الملاحقات بمزيد من العزم على مواصلة النضال حتى الحرية والاستقلال.
كما نعت الفقيد كافة القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات والفعاليات المختلفة الراحل عبد ربة، وأشادت بمناقبه وبدوره في مقاومة الاحتلال.
وعبد ربه من سكان مخيم الدهيشة، هجرت عائلته عام 1948 من مسقط رأسها قرية الولجة إلى الشمال الغربي من بيت لحم. وسيشيع جثمانه الطاهر يوم غد الخميس من مسجد الدهيشة الكبير الى مثواه الأخير.