فلسطين والأولمبياد... من هيمنة الوسط اليهودي إلى مشاركة 1996

لم يكن هناك أي اهتمام واضح من قبل الدولة العثمانية الحاكمة آنذاك بالرياضة، فانحصرت في الألعاب التقليدية الموروثة كسباق الخيل، والجري، وألعاب إظهار القوة، كالمصارعة والسباحة. وفق ما يرد في مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.
ومع بداية الانتداب البريطاني بدأت المدارس النظرية الرياضية تظهر في أوروبا، وأخذت الرياضة تنتشر في مدارس المعارف وإقامة الأندية في المدن الكبيرة، واقتصر النشاط على ألعاب القوة البدنية، ثم امتد إلى كرة القدم.
وبعد فشل محاولات صهيونية لإنشاء أجسام رياضية تمنحهم إمكانية الانخراط في النشاطات الرياضية الدولية، لأن أنديتهم لم تكن تمثّل العرب واليهود والإنجليز بشكل متساوٍ، كان الوسيلة الوحيدة هي تأسيس اتحاد فلسطين لكرة القدم في صيف 1928.
وحاول اليهود الإنجليز حينها تهميش اللاعبين الفلسطينيين في الجمعيات والأندية المنضوية تحت هذا الجسم، وكان هدفهم الوصول إلى المحافل الدولية، بإبراز الهوية اليهودية.
الأمر ذاته حصل بعد التقدّم بطلب تأسيس "اللجنة الأولمبية الفلسطينية" عام 1933، حيث مثّلت بتشكيلتها الأولى الوسط اليهودي فقط. ما اضطر القائمين عليها لدعوة أعضاء عرب لمشاركتهم "شكلياً" في التكوين الجديد الذي وافقت عليها اللجنة العالمية.
وفي عام 1948، أقيمت الألعاب الأولمبية في لندن، فيما ظلّت اللجنة الأولمبية الفلسطينية تحت هيمنة اليهود. وحتى عام 1969 أسست منظمة التحرير المجلس الأعلى لرعاية الشباب "المجلس الأعلى للشباب والرياضة لاحقاً" والذي ضمّ فروعاً في العديد من الدول.
وبعد النكبة بدأت المرحلة الثانية للرياضة التي عانت بشكل كبير، حيث تجمّدت النشاطات واستخدمت الأندية والمدارس لإيواء اللاجئين الذين وصلوا لما بات يُعرف بالضفة الغربية والقطاع، كما تفرّق اللاعبون لأكثر من مكان في بلدان الجوار.
أما في ما تمّ ضمّه للأردن فاستمر عمل بعض الأندية في القدس وهي نادي الموظفين وثقافي البيرة، وفي الخليل نادي شباب الخليل، وفي نابلس النادي الأدبي الذي تحول إلى "نادي الاتحاد الرياضي".
وفي عام 1975 وخلال اجتماعات اللجنة المنبثقة عن المجلس الأعلى اتخذ قرار إعلان اللجنة الأولمبية الفلسطينية، التي بدأت تحركها باتجاه الاتحاد العربي، حتى قُبلت فلسطين عام 1987 في عضوية الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ممثلة بأحمد القدوة رئيس المجلس ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
وفي 1980 تقدمت فلسطين بطلب العضوية خلال الألعاب الأولمبية المقامة آنذاك في موسكو ولكن سرعان ما تم تغيير رأي الوفد الفلسطيني المشارك وتأجيل الطلب. وبعد الخروج من بيروت أعيد تشكيل اللجنة وأصبح مقرها في سوريا، ومن ثم تونس.
استمرت مساعي الانضمام دول جدوى حتى عام 1990 حيث تلقت اللجنة الأولمبية الفلسطينية دعوة رسمية للمشاركة في الدورة الآسيوية في الصين عام 1990، ومثل فلسطين كل من أحمد القدوة وربيع الترك وفريق عبد السيد. وفي عام 1993 حصلت فلسطين على الاعتراف المؤقت من اللجنة الأولمبية الدولية ما شكل بداية دخول المجال الدولي.