النساء أكثر اكتئابا .. وللوراثة دور

شبكة وتر-روان الأسعد - من وقت لآخر نتعرض جميعنا لتقلبات في المزاج وحالات من الحزن بسبب تراكم ضغوطات الحياة أو لتعرضنا لموقف معين، ولا تندرج هذه التقلبات ضمن مفهوم الإكتئاب.
ديما الطيبي الاخصائية الاجتماعية والتي عملت في مركز تأهيل ضحايا التعذيب وفي مراكز تطوير الشباب والمؤسسات الإجتماعيه مع USAID، تحدثت لـ "القدس" دوت كوم، عن مفهوم الاكتئاب عند البالغين والأطفال وأبرز أعراضه، والتعرف على الأسباب التي يمكن أن توصل الفرد إليه، وتجعله عرضة للكثير من الآلام والتقلُّبات المزاجية فريسة سهلة له، وكيف يمكن تفاديها ومساعدة الغير في مواجهته، وما سُبل العلاج اللازمة حتى نصبح أصحاء نفسيًّا وأكثر قدرة على التحمُّل والمواجهة.
الإكتئاب وأسبابه
تقول ديما بداية يجب معرفة ما هو الإكتئاب، وهو مرض يصيب الإنسان كغيره من الأمراض النفسية يؤدي إلى اضطراب المزاج، ويسبب شعورًا متواصلًا بالحزن، بسبب عدة عوامل منها العامل الوراثي والتاريخ العائلي كما تلعب الظروف الاجتماعية المحيطة بالإنسان وصعوبات الحياة المستمرة سبباً يؤدي للكآبة أو قد يكون التعرض لصدمة هو المسبب لهذا الاكتئاب، بشكل عام هذه هي الأسباب وعوامل الخطورة الرئيسية المؤدية للإكتئاب النفسي.
أعراضه ومراحله
وأكدت الطيبي على أنه ليس بالضرورة أن يعاني جميع المصابين بالاكتئاب الأعراض نفسها، حيث تختلف أعراضه من شخص لآخر بحسب حدة المرض، ومدة الإصابة به، وبحسب المرحلة التي وصل لها المريض، حيث قالت : من أبرز الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض حب العزلة والحزن المستمر فلايحب المريض أن يتعامل مع الناس وينعزل ويبتعد تدريجيا لأن الإكتئاب مراحل.
وتابعت: تبدأ المرحلة الأولى بمشاعر الحزن عدم الرغبة بالخروج من المنزل عدم الرغبة بالتعامل مع الناس المحيطين الاحساس بعدم الراحة بوجود الأشخاص، الشعور باليأس، والإحساس بالذنب، اضافة للشعور بالقلق، والتوتر مع نقص أو انعدام الرغبة أو المتعة بالنشاطات التي كانت تثير الرغبة والمتعة، ولا ننسى صعوبات في التركيز واتخاذ القرارات، ثم يتطور الاكتئاب ويصبح المكتئب لا يرى السعادة في أي شيء، ودائما لديه شعور بالنقص فلايصل لمرحلة الفرح من قلبه ويعتزل وبمرحلة من المراحل يفكر بالموت والانتحار.
الفرق بين الحزن والإكتئاب
واصلت حديثها: وهنا لا بد من التأكيد والتوضيح بأن الاكتئاب الحقيقي هو مرض نفسي صعب وحالة مرضية بحاجة لعلاج وقد يتم التدخل لعلاجها بالأدوية واتباع بروتوكول علاجي معين وليس أي شخص يشعر بالحزن ويبتعد عن الناس لفترة قليلة يعتبر مريض اكتئاب، إذن يختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية والتي تسبب الحزن كونه رد فعل طبيعي تجاه الخسائر التي نتعرض لها بالواقع ولتشابه بعض أعراضه مع الإكتئاب قد يلتبس علينا الأمر إلا أن الحزن يستمر لفترة مؤقته دون أن يفقد الشخص ثقته بنفسه، والتفريق بينهما مهم لأنه يساعد في تجاوز الأمور الصعبة، ويساعد على إيجاد العلاج والحل المناسب.
تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال
كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون أمريكيون عن أن النساء أكثر عرضة لنوبات الاكتئاب والذعر من الرجال، حيث يعانى ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء من مشكلة في الصحة النفسية في مرحلة ما خلال حياتهن- حسب مانشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية .
وهنا تعقب ديما بالقول : الإناث هن الأكثر عرضة للاكتئاب من الذكور، واحتمالية إصابة الاناث الأمهات تصل تقريبا إلبى 25% لأن العامل الوراثي بالاكتئاب مهم وغالبا يكون أحد الوالدين أو الاشخاص المحيطين مصاب بالاكتئاب، فاحتمالية الإصابة بوجود عامل وراثي تكون أكبر بكثير، وحسب منظمة الصحة العالمية تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال، ويعاني من الاكتئاب نحو 280 مليوناً في العالم، وينتحر كل عام أكثر من 700,000 شخص، ويعد الانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.
أنواع الإكتئاب
للإكتئاب أنواع مختلفة ومتعددة منها الإكتئاب الموسمي و الذهاني، واكتئاب ما بعد الولادة، والاكتئاب ثنائي القطب ورغم تعدد أنواعه إلا أنه بحاجة للاهتمام الشديد والرعاية.
تتحدث الطيبي قائلة: الإكتئاب هو مرض نفسي بحاجة للإهتمام ولكن الشعور العام محبط ومحزن لذا يلجأ الناس للعزلة فهي عوامل مشتركة بين الجميع وهذا أمر طبيعي لكن المهم بهذا الوقت تذكر أن الشعور معدي لأننا نتاثر بمن حولنا، وللأسف هذا واقع، فنحن نمر بظروف صعبة في فلسطين بشكل خاص، اضافة لأن الوضع الاقتصادي يؤثر علينا والغلاء المعيشي، مايترك اثراً جلياً وعدم أمان في كل يوم نودع شهيد، إضافة لأننا أصبحنا نرى آباء الشهداء يبكون ليس فقط الأمهات وقهر الرجال صعب جدا، كل هذه العوامل تزيد من مشاعر الحزن، ونحن غالبا نحب تذكر السلبيات مما يجعل المشاعر تنتقلب لنحس بالخوف والحزن وعدم الأمان والقلق الذي يشبه الاكتئاب ويسيطر على الكل بشكل عام.
كذلك الإنتقال بين الفصول يسبب الإكتئاب الموسمي، وحالة الطقس الغير مستقرة تؤثر على أجسامنا ونفسيتنا ولا تعطينا راحة في التنقل بين الفصول وتكون مصحوبة بالعزلة الإجتماعية، ويعد اكتئاب ما بعد الولادة بأنه حالة القلق والاكتئاب والحزن والتعب التي تعاني منها العديد من السيدات بعد الإنجاب وأفضل طريقة للعلاج هي العلاج بالكهرباء (يكون علاج طبي) وليس كما نشاهده بالافلام.
الاكتئاب عند الأطفال
لم يسلم الأطفال أيضا من هذا المرض، فهم عرضة كذلك للإصابة بالإكتئاب، ولذا على الأم الإنتباه حسب ماقالت الطيبي:
الاطفال يصابون بالاكتئاب فهم كأي إنسان لديهم مشاعر والعامل الوراثي بهذا المرض لديه دور، إضافة لأن المشكلات الأسرية قد تؤثر عليهم وربما تعرضهم لضغوط نفسية بسبب الدراسة أو التنمر قد تؤدي بهم ليكونوا ضحية للكآبة، ومن أبرز الاعراض بشكل عام والتي تستمر لفترة طويلة هي ابتعاد الطفل عن الأمور التي يستمتع فيهامن لعب أو مشاهدة التلفاز وقلة الحركة يصاحبها اضطرابات في النوم والعزلة ومهما حاول أن يخرج من هذا الوضع لا يستطيع لأنه حبيس هذه المشاعر وعندما يؤثر الانعزال والبعد على علاقاته الاجتماعيه كون الانسان كائن اجتماعي ثم تتاثر صحته حيث يفقد الرغبة بالأكل ويعاني من التعب والإرهاق فينعكس ذلك على أدائه اليومي للوظائف اليومية هنا لا بد من الوقوف والتحرك فورا والتوجه لمختص لعمل اللازم شريطة أن تكون الأعراض فترتها طويلة لأكثر من أسبوعين ومستمره لئلا تكون توترات أو قلق أو اضطرابات عادية.
العلاج
لكل داء دواء هكذا بدأت ديما حديثها عن العلاج وتابعت: علينا أن نتوجه لاخصائي نفسي أو طبيب نفسي في حال ثبتت أعراض الإكتئاب ليتم تشخيص المريض كل حسب حالته والمرحلة التي وصل إليها كيلا تتفاقم الأمور =، فلكل حالة وشخص تشخيص يختلف عن غيره وروتين علاجي لكل حالة على حدى كما يختلف العلاج من مرحلة لأخرى، وهنالك التدخل عن طريق الأدوية التي يصفها الطبيب والجلسات التي يقدمها الأخصائي ومن المهم أن أنوه إلى أن مصاب الإكتئاب تكون تصرفاته غير نابعة منه وليست بيده وخاصة اذا وصل لمرحلة الإنتحار وعلينا عدم السكوت عليه ومعالجته فورا حتى وإن خرج من الحالة دون عناية طبية واشراف نكون قد عالجنا الأعراض ولم نعالج السبب وننهيه من جذوره، والأفضل أن ينبع العلاج من داخل المريض لنعيد له نقاط قوته والأمل والأمان لحياته.
وتابعت: للأسف فإن نسب الاكتئاب بعد كورونا ارتفعت في العالم، كورونا كانت الصدمة التي حفزت ظهور الأمراض النفسية ومنها الاكتئاب لأن الصدمات محفز لظهور المرض.
واختتمت حديثها بنصيحة وجهتها لكل السيدات ليبدأن عاما جديدا مفعما بالإنجازات والعطاء بأن يجلسن مدة ثلاثين دقيقة دون أي مؤثر خارجي وتكتب كل واحدة نقاط قوتها وما تجاوزته هذا العام مهما كان بسيطا هذا التكنيك البسيط يعطيها القوة لتتخطى المشاكل بالمشاعر .