قصص 3 سجناء أميركيون قضوا 114 عاما ظلما في السجن

شبكة وتر-"ياما في الحبس مظاليم" مثل شامي قديم يشير إلى أن ليس كل من في السجن هم من المجرمين والسارقين ومنتهكي القانون والأعراف بل يحدث كثيرا أن يدخل الشخص السجن ظلما ويقضي فيه أجمل سنوات حياته ويخرج منه عجوزا. في الولايات المتحدة شهدت العديد من القصص المثيرة فيكفي العلم أنه منذ عام 1973 وحتى الآن أفرج عن 150 شخصا كانت المحاكم الأمريكية قد أصدرت بحقهم أحكاما مختلفة خطأ وهنا نعرض لقصص 3 سجناء سجنوا ظلما لمدة زمنية مجموعها 114 عاما. في أول هذه القصص ظهرت براءة رجل أميركي بعد سجنه لمدى 34 عاما بمقاطعة بنسلفانيا الأمريكية ظلما. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن لويس فوغل (63 عاما) اكد للمحكمة بأنه لم يرتكب جريمة القتل، غير أنه لم يتم تصديق كلامه إلا بعد "مشروع البراءة" الذي أطلقه النائب العام في مقاطعة بنسلفانيا الأميركية والذي يقضي بإعادة النظر في قضايا السجناء المظلومين. وبعد محاكمة عاجلة وغير دقيقة أدين الأميركي فوغل بجريمة القتل من الدرجة الثانية في آذار عام 1982، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط. وبعد 34 عاما خضع فوغل مجددا لفحص (دي أن اي) جديد للتأكد من مدى مطابقة السائل المنوي الذي وجد على جثة الضحية وصدر الحكم على أساس هذا الدليل. وعلى الفور أطلق سراح فوغل بعد التأكد من نتائج الفحص الجديد، وأرجع القاضي السبب في هذا الخطأ الذي جعله يحكم عليه بالسجن إلى 34 عاما لعدم وجود أجهزة تكنولوجية متطورة جنائية في ذلك الحين. وفي قصة مشابهة أصدرت محكمة أمريكية في مدينة وايت هول قرارا بالإفراج عن جوزيف سليج (70 سنة) الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1976 بتهمة القتل، لثبوت براءته بعد 40 عاما في السجن. ووفقا للغارديان فإنه تم إثبات براءة السجين بعد أن بينت نتائج تحليل الحمض النووي عدم علاقته بالجريمة التي اتهم بها بـ"قتل امرأتين"، كما أن أحد شهود الإثبات تراجع عن شهادته التي أدلى بها أمام المحكمة عام 1976. بعد إطلاق سراحه أعلن جوزيف سليج، أنه سينام في فراش مريح ويعكف على ممارسة السباحة، هوايته المفضلة. أما القصة الثالثة شهيرة جدا وهي التي قررت خلالها ولاية "أوهايو" الأمريكية منح المواطن "ريكي جاكسون" تعويضا بمبلغ يفوق المليون دولار بعد سجنه لمدة 40 عاما دون ارتكابه لجريمة. ووفقا لما نشره موقع صحيفة "التليغراف" فإن "جاكسون" الأمريكي من أصل أفريقي قد أنقذ من حكم الإعدام نتيجة لخطأ مكتبي ليقضى 40 عاما خلف الأسوار لجريمة لم يرتكبها مع اثنين من أصدقائه، الأشقاء "بريدجز" اللذان حكم على كل منهما بالسجن أكثر من 25 عاما. وفي التفاصيل كانت المحكمة أمر بسجن "جاكسون" وهو في الـ19 من عمره عام 1975 بعد اتهامه هو وصديقيه بقتل رجل بناء على شهادة طفل في الـ13 من عمره، وهو "إدي فيرنون"، وعندما أصبح في الـ52 من عمره سحب شهادته، وأعلن للجميع أنها كانت تحت ضغط الشرطة ولم تكن حقيقية، لتكن هي الشهادة الوحيدة التي سببت بقاء "جاكسون" في السجن لمدة 40 عاما. ولعل المهتمين بمشاهدة أفلام السينما قد صادفوا العديد من الأفلام التي تحدثت عن قصص سجناء قضوا معظم فترات حياتهم في السجن ظلما، ومن هذه الأفلام: بابيليون 1973 فيلم من بطولة ستيف ماكوين وداستين هوفمان ومن إخراج فرانكلين شافينر. وتدور أحداث هذا الفيلم عن الرجل الذي لا ييأس من محاولة الهرب من سجنه بعد أن اتهم ظلما في جريمة قتل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة غيانا الفرنسية بجنوب أمريكا، ويصل هنري للسبعين وهو في سجنه بعد أن حاول الهرب مرتين ليحاول مرة ثالثة. بإسم الأب In the Name of the Father في سنة 1993 أنتج الفيلم وهو من بطولة دانيال دي لويس وإيما تومسون وإخراج جيم شيريدان والذي فاز عن إخراجه لهذا الفيلم بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار وأربعة جوائز غولدن غلوب لعام 1994، ولكنه لم يفز. وتدور قصة الفيلم حول جيري كونلون وهو مواطن إيرلندي يدان عن طريق الخطأ بالمشاركة مع الجيش الجمهوري الإيرلندي في التفجير الذي أودي بحياة خمسة أشخاص في مدينة جيلفورد. الإعصار The Hurricane فيلم أمريكي من بطولة دينزل واشنطن ومن إنتاج سنة 1999 وتدور أحداثه عن قصة الملاكم روبين كارتر الملقب بالإعصار. عاش الملاكم ذو الأصول الأفريقية طفولة مضطربة وعانى كثيرا في شبابه ولكنه استطاع أن يقهر الظروف ليصبح أحد أبطال الوزن المتوسط. تتحطم أحلامه عندما يتهم في جريمة قتل ثلاثية ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة، يحاول كارتر أن يثبت براءته ولكن جهوده تذهب أدراج الرياح. تتغير الأمور عندما يقرأ طفل أمريكي أسمر قصة كارتر التي سجلها في كتاب، يقتنع الفتى ببراءته ويقرر أن يساعده على إثباتها وتتوالى الأحداث. حاز الفيلم على جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل درامي. وقد رشح لأوسكار أفضل ممثل.