واشنطن تنفي تزامن حث الأميركيين على مغادرة غزة مع احتمالات حرب وشيكة

وقال الناطق الرسمي المناوب باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، في معرض رده على سؤال لـ "القدس" خلال مؤتمر صحفي الخميس عما إذا كان هذا التحذير، خاصة الشق الذي طالبت فيه الوزارة الاثنين الماضي من رعاياها مغادرة غزة، متزامناً مع معلومات أميركية عن أن الحرب التي لوحت بها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة على القطاع باتت وشيكة : "أنا أعلم أن التوقيت (بإصدار التحذير الاثنين الماضي) يبدو مرتبطا أو متزامنا مع ارتفاع التوتر على الحدود ، ولكن وفق فهمي لما يدور، فإن هذا التحذير ما هو إلا مجرد تحديث دوري، وأن المعلومات المتعلقة بغزة كانت مماثلة في اللغة لتحذيرات السفر السابقة".
وأضاف تونر : "كما يعرف الكثيرون منكم في هذه الغرفة، علينا أن نقوم بتحديث هذه اللغة بشكل دوري للتأكد من أنها تظل صالحة ومحدثة وما هذا التحذير إلا تحديثا روتينيا"، مفسراً "أعتقد أن التقرير السابق صدر في 23 آب 2016، لكنه تضمن توجيهات مشابهة جدا" وإن "تحذيرنا يخص المواطنين الأميركيين من السفر إلى قطاع غزة ويحث الموجودين هناك على المغادرة في أقرب وقت ممكن عند فتح المعابر الحدودية".
ولدى المتابعة، قال تونر : " لقد أصدرنا هذا التحذير بسبب الأوضاع الأمنية في غزة، وكنا قد فرضنا قيوداً على موظفي الحكومة الأميركية منذ فترة طويلة بصدد السفر إلى غزة، وهذا في الواقع يقيد قدرتنا على تقديم أي مساعدة أو دعم لأي مواطن أميركي في غزة عند الحاجة وهو ما دفعنا الى القيام بذلك".
ويأتي التحذير وسط توقعات بشن حرب عدوانية جديدة على غزة قبل نهاية الربيع "لأسباب ودوافع أمنية" يخطط لها قادة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن.
ويعتقد عدد من المحللين الإسرائيليين أن هناك طموحات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن حرب "ناجحة" على غزة للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قيادة الائتلاف اليميني الحاكم، واحتلال موقعه.
ويعتقد هؤلاء أن "هناك العديد من مكونات الخليط المتفجر الذي جر إسرائيل و(حماس) للحرب في صيف عام 2014، وان ليبرمان يتوق لإظهار أنه استفاد من تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد (حرب 2014)، ويريد أن يعيد للجيش الإسرائيلي هيبته".
وأثار التقرير المذكور الذي صدر في شهر شباط جدلاً محتدماً بين أعضاء الكابنيت (مجلس وزاري أمني مصغر) الذي حملوا مسؤولية إخفاقات الحرب لبعضهم البعض "مما يشكل محفزاً لهؤلاء لإثبات أنهم "استفادوا من الدرس".
يشار إلى أن "منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية اللواء إيتان دنجوت، وخليفته يوآف مردخاي" حذرا من تبعات الوضع الإنساني المتفاقم بالقطاع وأوضحا أن الظروف في غزة بما في ذلك المشكلات الهائلة في البنية التحتية، والصعوبات الكبيرة في إمدادات المياه والكهرباء، والبطالة الحادة والشعور بالاختناق والحصار، يمكن أن تؤدي إلى انفجار لأن "المصاعب اليومية بالقطاع بمثابة قنبلة موقوتة، من شأنها أن تدفع نظام (حماس) لمواجهة جديدة مع إسرائيل".
ويدعي البعض أن "حماس تريد إثارة حرب" بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة، و"الأمل في إجبار إسرائيل على القيام بما رفضته في المواجهات السابقة من خلال ضغط دولي يمنح (حماس) السيطرة على المعابر الحدودية للقطاع".