منذ 9 سنوات
افتتاح اعمال المؤتمر الطبي الفلسطيني الدولي السادس

حجم الخط
شبكة وتر-افتتحت في قصر المؤتمرات، في مدينة بيت لحم، مساء أمس، أعمال المؤتمر الطبي الفلسطيني الدولي السادس، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، والذي يستمر ثلاثة أيام.
وحضر المؤتمر وزير الصحة الدكتور جواد عواد ممثلا للرئيس، والدكتور نظام نجيب، نقيب الأطباء الفلسطينيين، والدكتور رياض مشعل، رئيس المؤتمر، والدكتور عدنان الضمور، نائب نقيب الأطباء في الأردن، واللواء إسماعيل فراج، رئيس القضاء العسكري في فلسطين، ومحمد طه نائب محافظ بيت لحم، وعمار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، والدكتور طلال ناصر الدين رئيس اتحاد الصناعات الدوائية، والدكتور فهمي جبران رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتور اسعد الرملاوي وكيل وزارة الصحة، والدكتور محمد رزق مدير عام صحة محافظة بيت لحم، والدكتور زياد شقير نقيب الأطباء في بيت لحم، ومئات الأطباء من مختلف محافظات الضفة والقطاع والقدس والداخل الفلسطيني، والأردن، ومصر وايطاليا، وممثلو شركات الأدوية الفلسطينية، وعدد كبير من ممثلي وفعاليات المؤسسات الاجتماعية والأكاديمية والتنموية.
وأشار القائمون على المؤتمر إلى أنه سيناقش آخر المستجدات العلمية في تشخيص وعلاج الأمراض في مختلف التخصصات الطبية، حيث يشمل البرنامج العلمي للمؤتمر برامج علمية مختصة بجمعيات الاختصاص الطبية التابعة لنقابة الأطباء، وكذلك ستُعقد ندوة خاصة للمجلس الطبي الفلسطيني لمناقشة التعليم الطبي المستمر والبرنامج الوطني للتدريب التعليمي، كما تم تخصيص جلسة خاصة حول الصحة العامة، يشارك فيها ممثلون عن المنظمات الصحية غير الحكومية التي ستقدم توصياتها ونتائج أبحاثها العلمية.
وهيمن موضوع الأخطاء الطبية على كلمة وزير الصحة الدكتور جواد عواد خلال افتتاح المؤتمر، وقال: سأبذل كل جهودي لاعتماد نظام التأمين ضد الأخطاء الطبية، وسنواصل الجهود من اجل ذلك، معربا عن أمله ان تصل هذه الجهود الى نهايتها.
وقال: «لن نسمح لأي طرف يمارس سلوكا يعمل على تشويه الوزارة والطوقم الطبية أمام الجمهور والمس بسمعة الخدمات الطبية التي تستهدف المواطن وصحته وتطوير الوضع الطبي، وسنعمل مع الأجهزة المختصة لتوفير الأمن والحماية للطواقم الطبي.
وأكد ان الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداءات، وفي ذات الاتجاه سنقوم بتطوير وسائل التفتيش والتدقيق بكل ما يتعلق بالوضع الطبي، وذلك من خلال تعميق البحث العلمي وتطوير المستشفيات، وإقامة مشافي جديدة وفتح مزيد من العيادات والمراكز الصحية لتصل إلى كافة أماكن تواجد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة القرى والمدن والمخيمات، وهذا ينسجم مع الاستعداد لبناء مؤسسات الدولة المستقلة.
ولفت وزير الصحة إلى ان مستشفى الشهيد هاني الحسن للسرطان وهوغو شافيز للعيون أكبر دليل على ذلك، لان صحة المواطن هي مسؤوليتنا وصلب عملنا ولذا سنواصل سياسة المكاشفة أمام أي تقصير وسنتابع ونحاسب المسؤول عن أي تقصير.
ونوه بأن المؤتمر ينعقد في ظروف سياسية حساسة على القضية الفلسطينية وقيادتها الشرعية في ظل هجمة من أطراف دولية وإقليمية ومحلية تستهدف المشروع الوطني والمس بالقيادة الشرعية الأمر الذي يستدعي الوقوف خلف القيادة.
وقال الدكتور نجيب في كلمته بافتتاح المؤتمر، ان النقابة ماضية في "تنظيم المهنة" كجزء من أهداف النقابة والتي بدأت بالوصفة الطبية الموحدة بالتعاون مع نقابة الصيادلة والإدارة العامة للصيدلة في وزارة الصحة بدعم ومساندة وزير الصحة وستستمر بتنظيم المهنة، حيث بدأت بالعمل على تطبيق مشروع ضبط وصف وصرف واستخدام المضادات الحيوية التي تشكل خطرا على صحة المواطنين.
وأكد نقيب الأطباء أهمية الاتفاق الذي وقع مع الوزارة يوم السبت الماضي والذي تمثل بتشكيل لجنة فنية دائمة من نقابة الأطباء والمجلس الطبي والطب الشرعي ووزارة الصحة وكليات الطب للاعتماد عليها في تقديم الخبرة الفنية بناء على طلب النيابة او الصحة او المحاكم او النقابة، فيما يتعلق بالأخطاء الطبية المنسوبة للأطباء.
وأضاف البند الآخر ينص على إنه "على الرغم مما ورد في قانون الإجراءات الجزائية، لا يجوز توقيف أي طبيب مشتكى عليه بشبهة ارتكاب خطأ طبي أدى إلى وفاة او إصابة او عجز الا بعد صدور قرار اللجنة الفنية المشكلة".
وأوضح أنه في حال وجود خطأ طبي سيتم معاقبة الطبيب قانونيا ونقابيا مضيفا: "سنسعى للتقليل من الأخطاء الطبية وسنقوم على وضع إجراءات عمل تضمن سير الإجراءات الطبية بخطى سليمة".
وحيا النقيب الأسرى الأبطال الذي يقبعون في سجون الاحتلال متمنيا لهم الفرج القريب بإذن الله، وشدد على التزام نقابة الأطباء بدعم ومساندة الرئيس بثباته على الثوابت الوطنية، مشيداً بالعلاقة القوية التي تربط نقابة الأطباء بوزارة الصحة.
وقال الدكتور مشعل أن عقد هذا المؤتمر في ظل الظروف الصعبة هو تحد حضاري علمي بامتياز، ويمثل عرسا وطنيا طبيا تشهده مدينة السيد المسيح عليه السلام بيت لحم توأم مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية.
وأكد مشعل ان هذا المؤتمر سيكون له دور كبير في إبراز التقدم الذي حصل على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمريض، ورفع مستوى الطبيب علميا تحقيقا لأفضل خدمة طبية للمواطنين الذي يستحقون كل ذلك وأكثر، وسيساهم في رفع المستوى العلمي والأداء الطبي لمجموع العاملين في الصحة، ما يشكل إسهاما مباشرا في تطوير المنظومة الصحية الفلسطينية.
وعبر مشعل عن شكره للرئيس محمود عباس على رعايته للمؤتمر ولأعضاء اللجنة التحضيرية، ولكل الشركات والمؤسسات التي عملت على رعاية المؤتمر وتقديم الدعم اللازم لإنجاحه، وخص بالذكر مجموعة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" واتحاد شركات الصناعات الدوائية الفلسطينية والبنك الوطني كرعاة للمؤتمر وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وشبكة معا الإخبارية على جهدهم ودعمهم من اجل إبراز المؤتمر وبث حفل الافتتاح بشكل رسمي.
فيما أشار جبران الى أهمية المشاركة الواسعة في أعمال المؤتمر، حيث سيتم تقديم 170 ورقة علمية وبحثية خلال المؤتمر، والتي تبين التطور والإبداع الذي حصل على بعض التخصصات في فلسطين، والتكامل الموجود بين الاختصاصات لخدمة محور العملية الطبية وهو المريض، لافتا الى اهمية التطور الطبي الذي طرا على زراعة النخاع العظمي، وتركيب صمامات القلب بدون الحاجة الى العمليات الجراحية، وكذلك جراحة الكلى في فلسطين.
ونقل الضمور تحيات نقيب الأطباء الأردنيين، وأطباء الأردن لأشقائهم الأطباء الفلسطينيين، مؤكدا أن فكرة انعقاد المؤتمر تعتبر فكرة رائدة، متمنيا أن يكون انعقاد المؤتمر القادم في القدس.
بدوره، نوه ناصر الدين بأن المؤتمر يشكل منبر علم ومعرفة لأطباء فلسطين والدول العربية، ودعما للمسيرة الطبية والعلمية والصناعات الدوائية، مشيرا الى التطور الذي طرأ على الصناعات الدوائية في فلسطين خلال الأربعة عقود الماضية، ووصول هذه الصناعة الى ما يزيد على 20 سوقا دوليا.
من جانبه، أكد العكر أهمية انعقاد المؤتمر، وإسهامه في رفع مستوى الخدمات الطبية في فلسطين، والارتقاء بالمستوى الطبي والعلمي للأطباء.
ويعقد المؤتمر تحت شعار "إبداع حداثة تكامل" ويشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 1400 طبيب فلسطيني بمشاركة ضيوف من الأردن ومصر وايطاليا وفرنسا.
ويبلغ مجموع عدد الأطباء الفلسطينيين المحاضرين حوالي 100 طبيب يتوزعون على أكثر من 3 قاعات.